ضربة معلم ! بقلم د. محمد فوزى الناشر ورئيس التحرير

بعد عقود طويلة من العزلة والانكفاء على الذات  عادت الصين بقوة لتتبوء الساحة الدولية .

الرئيس الصيني شى جينبينغ ضرب ضربته  التي زلزلت اسرائيل والولايات المتحدة وصبت في صالح العرب وايران والشرق الأوسط  والعالم الإسلامي حين اعلن ومن العاصمة بكين اتفاق عودة العلاقات  بين المملكة العربية السعودية وجمهورية ايران الاسلامية .

تاريخيًا، شهدت العلاقات بين السعودية وإيران توترًا شديدًا، بين البلدين، وتطوّرت هذه العلاقات بمرور الوقت إلى نقاط محورية مثل الحرب في اليمن والنزاع في سوريا والعراق.

الاتفاق  بين الرياض وطهران قفزة الى الأمام  حيث يهدف في المقام الأول الى تعزيز السلام بين البلدين  ليصب في مصلحة برامج  التنمية الطموحة لديهما  ، كما يعزز التعاون الاقتصادي والتجاري ، ويخفض من حدة التوترات السياسية والدينية بين الشيعة والسنة في المنطقة. حيث يشهد الشرق الأوسط الكثير من التحديات الأمنية والسياسية، والتقارب بين البلدين يساهم في حل بعضها. ومن بين هذه التحديات يأتي النزاع الدائر في سوريا واليمن والعراق، والذي قد يكون من الممكن حله عن طريق الحوار والتفاهم بين الدول الإقليمية.

الخلافات بين السعودية وإيران  تعود إلى فترة الثورة الإيرانية في عام 1979، عندما أصبحت إيران دولة إسلامية، وحاولت نشر التيار الإسلامي الشيعي  في المنطقة،  وقد تفاقمت الخلافات بين البلدين في السنوات الأخيرة، خاصة بعد الحرب الأهلية في سوريا و اليمن، حيث دعمت إيران الحوثيين الشيعة في اليمن، بينما دعمت السعودية القوات الحكومية اليمنية الشرعية .

 هناك العديد من العوامل ساعدت على ظهور تحولات ايجابية قبل توقيع الاتفاق منها :

أولاً، تطلع كل من السعودية وإيران إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي والاقتصادي. حيث يملكان النفط وألغاز ويعدان منتجين له . بالإضافة إلى ذلك، يتطلع كلا البلدين إلى زيادة التعاون الاقتصادي والتجاري لتحقيق المصالح المشتركة.

ثانيًا، يتمتع البلدين بدور إقليمي قوي، ويعدان من أهم اللاعبين المؤثرين في المنطقة .

علاوة على ذلك، يمكن أن يلعب الانفتاح الاقتصادي دورًا كبيرًا في تحسين العلاقات بينهما ، وذلك بزيادة التبادل التجاري بين البلدين خاصة بعد أن تولى الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في السعودية ، حيث  يتم التركيز على الإصلاحات الداخلية والاقتصادية. ومن بين هذه الإصلاحات، اعتماد برامج  للحد من الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد. وفي هذا الإطار، أعلنت السعودية عن رؤية 2030 التي تهدف إلى جعل البلاد مركزًا للاستثمار والتجارة في الشرق الأوسط وإنشاء بنية تحتية حديثة ومتطورة.

في نفس الوقت، تواجه إيران العديد من التحديات الاقتصادية والدبلوماسية بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي.

مقالات ذات صلة