التسليح والقرم.. حرب نووية تلوح بالأفق

بات التحول النوعي في التسليح الغربي لأوكرانيا يطغى على ما سواه في الحرب، إذ إن ما كان خطاً أحمر في التسليح بات قيد النقاش الآن، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى التي تسمح لأوكرانيا بتنفيذ ضربات في عمق الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.

وقالت كييف إنها تعتزم استعادة جميع أراضيها بالقوة بما يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من قبل، الأمر الذي استدعى رداً روسياً يهدد بأن مسعى كهذا سيؤدي «فوراً» إلى حرب نووية.

وسبق أن اعتبرت الخارجية الروسية، أن التصريحات الأوكرانية المتكررة بشأن استعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم «ترويج للوهم». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: «كييف تروج أفكاراً واهمة عن عزمها على استعادة القرم».

رئيس المجلس الاجتماعي في القرم، ألكسندر فورمانشوك، قال لوكالة «نوفوستي»، إن الحرب النووية ستندلع «على الفور» في حال بذلت أية محاولات لإعادة شبه جزيرة القرم للسيطرة الأوكرانية.

صراع يتفاقم

وقال الكرملين أمس، إن الصواريخ الأطول مدى التي قيل إنها ضمن حزمة مقبلة من المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا «ستفاقم» الصراع لكنها لن تغير مجراه، وإن روسيا ستواصل هجومها مهما كلف الأمر. وأضاف دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس لديه أي خطط لعقد محادثات مع نظيره الأمريكي جو بايدن.

وقال بيكسوف عند سؤاله عن حزمة المساعدات الجديدة «أجل.. هذه طريقة مباشرة لتصعيد التوتر ولزيادة مستوى التصعيد، يمكننا أن نرى ذلك. يتطلب ذلك منا بذل جهود إضافية لكن مجدداً، لن يغير ذلك من مسار الأحداث. ستستمر العملية العسكرية الخاصة».

ونددت وزارة الخارجية الروسية أمس، بالتصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأسبوع واعتبر فيها أن تزويد أوكرانيا أسلحة نوعية لا يشكل تصعيداً للنزاع. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا «هذا عبثي. هل يصدق الرئيس الفرنسي فعلاً أن إرسال أسلحة ثقيلة وطائرات إلى نظام كييف… لن يؤدي إلى تصعيد للوضع؟».

هجوم مرتقب

في الميدان، أعلن مسؤولون أوكرانيون أمس، أن روسيا تحشد قوتها العسكرية في إقليم لوغانسك فيما تشتبه كييف أنه استعداد لشن هجوم هناك خلال الأسابيع المقبلة مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب. وصرح حاكم لوغانسك، سيرغي غايداي «هناك تكثيف لتواجد (القوات الروسية) في المنطقة، وهم يستعدون دون شك للقيام بعمل ما على الجبهة الشرقية في فبراير».

وذكرت هيئة الأركان الأوكرانية أن روسيا تكثف جهودها أيضاً في إقليم دونيتسك المجاور، وخصوصاً في محاولتها السيطرة على مدينة باخموت الرئيسية.

وقال سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف إن روسيا تستعد لتصعيد الحرب إلى أقصى حد في المستقبل القريب، وإن المعارك الرئيسية لم تأت بعد. ولم يستبعد احتمال محاولة روسيا شن هجوم آخر من الشمال والجنوب والشرق- وربما بالتزامن مع الذكرى السنوية للحرب، قائلاً إن الجيش الأوكراني يستعد لجميع الاحتمالات.

متوقعاً أن يشارك أكثر من نصف الـ 320 ألف جندي حشدتهم روسيا في سبتمبر الماضي في الموجة الثانية. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن مجموعة «يوجني» التابعة للقوات الروسية قتلت عشرات الجنود الأوكرانيين، ودمرت مستودعاً للذخيرة ومركبات قتالية ومدافع، خلال عمليات هجومية.

بالإضافة إلى إسقاط 9 طائرات مسيرة أوكرانية، في لوغانسك ودونيتسك وزابوروجيا. ونقلت فضائية «سكاي نيوز عربية» عن مراسلها أن القوات الروسية تحاصر باخموت من ثلاث جهات.

مقالات ذات صلة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com