والدة إليون ماسك.. عارضة أزياء شهيرة وخبيرة في تربية «العباقرة»

قبل وقت طويل من افتتان العالم بالملياردير إيلون ماسك، كانت والدته ماي ماسك نجمة شهيرة في عالم الأزياء والموضة والتغذية الصحية، كما اتخذها الملايين قدوة في تربية أبناء قياديين اكتسحوا العالم في مجالات عدة.

استطاعت صاحبة الـ72 عاما أن تحقق مجدها الشخصي وتربية ثلاثة أطفال ناجحين بمفردها، هم إليون ماسك أشهر ملياردير في العالم، والمدير التنفيذي لشركة السيارات الكهربائية “تسيلا”، ومالك شركة “سبايس إكس” للصواريخ والمركبات الفضائية، بينما يمتلك شقيقه كيمبال سلسلة مطاعم شهيرة، أما شقيقتهما توسكا فهي صانعة أفلام ناجحة.

فكيف نجحت الأم ماي ماسك في ذلك؟
ولدت ماي ماسك لعائلة فقيرة في ساسكاتشوان بكندا عام 1948، وهي واحدة من خمسة إخوة، انتقلت مع عائلتها للعيش في بريتوريا بجنوب إفريقيا عام 1950. وفي سن الـ 22، تزوجت من صديقها في المدرسة الثانوية، ولكن بعد تسع سنوات من الزواج، انفصل الاثنان. واهتمت ماي ماسك بتربية أطفالها الثلاثة بمفردها.

لتوفير احتياجات أطفالها، عملت الأم كأخصائية تغذية لمساعدة المرضى الذين يعانون من السكري وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وكأول عارضة أزياء في جنوب إفريقيا حيث ظهرت في أكبر المجلات منها “فوغ وكوسموبوليتان”، ولا تزال صورها بشعرها الأبيض تتصدر الصفحات الأولى لأشهر المجلات العالمية إلى يومنا هذا.

وأصدرت ماسك، البالغة من العمر 72 عامًا، كتابا يسرد مسيرتها المهنية وطريقتها في تربية أطفال ناجحين، يعمل عنوان “االمرأة تضع خطة: نصيحة لمدى الحياة من المغامرة والجمال والنجاح ”. A Woman Makes a Plan: Advice for a Lifetime of Adventure, Beauty, and Success.

وقالت ماي ماسك في حديث لها مع مجلة “فوربس” إنها في سن الـ 31 ، كانت أماً مطلقة ولديها ثلاثة أطفال، وكانت أولوياتها في الحياة هي الاعتناء بهم.

وتوضح ماي في كتابها:

“لم أشعر أبدًا بالذنب حيال العمل بدوام كامل، لأنه لم يكن لدي خيار. عملت على تأمين سقف يأوينا، وعلى توفير الطعام والملابس الأساسية. كان على أطفالي أن يكونوا مسؤولين عن أنفسهم وأن يراعوا عملي، لأنني قمت بتحويل غرفة نوم إلى مكتبي. ليست هناك حاجة للشعور بالذنب.. إذا لم تعمل، وكنت حزيناً، فلن يكون ذلك ممتعًا لأطفالك. لتتطور في حياتك سيكون عليك وضع خطة للعمل إما بدوام جزئي أو بدوام كامل والحصول على المساعدة بأي شكل ممكن.

منذ الصغر، ساعدني أطفالي في عملي بمجال التغذية، كانت ابنتي توسكا تذهب إلى مكتبي وتكتب خطابات للأطباء باستخدام معالج النصوص. كانت تضيف اسم الطبيب وعنوانه والتحية الأساسية بالإضافة إلى اسم المريض، ثم أكمله بعد ذلك باستشارة الطبيب والنتائج المحتملة. كان طفلي الأكبر، إيلون، يساعدني في شرح وظائف معالج الكلمات، وكان ابني الأصغر كيمبال متعاونًا دائمًا أيضًا. كنت بحاجة لمساعدة الجميع.
لقد ربيت أطفالي مثلما تربيت عندما كنت صغيرة، كنت مستقلة وجادة في عملي، لم أعامل صغاري مثل الأطفال ولم أوبخهم. لم أطلب منهم أبدًا مراجعة دروسهم، كانوا فقط يخبرونني بما كانوا يدرسون. لم أتحقق من واجباتهم المدرسية. كانت تلك مسؤوليتهم. ومن الواضح أن ذلك كان له الأثر في نجاحهم المهني. أعتقد أنني استفدت أنا وإخوتي، واستفاد أطفالي من تحمل المسؤولية في وقت مبكر.

مع تقدمهم في السن، استمروا في تحمل المسؤولية من خلال القرارات التي اتخذوها. اختارت توسكا مدرستها الثانوية الخاصة.. تقدموا جميعًا إلى الجامعات التي اختاروها وأكملوا طلبات المنح الدراسية وقروض الطلاب. استفاد أطفالي لأنهم رأوني أعمل بجد لمجرد تأمين سقف يأويهم وشراء الطعام والملابس المستعملة.. كانوا يدركون مدى معاناتي.

عندما ذهبوا إلى الجامعة، كانوا يعيشون في ظروف سيئة للغاية، ينامون على مرتبة على الأرض تارة، ويتقاسمون الغرف مع زملائهم، وينامون في منزل متهدم  تارة أخرى، لكن ذلك لم يزعجهم.

إذا لم يكن أطفالك معتادين على الكماليات، فإنهم يعيشون بشكل جيد. لا داعي لأن تفسدهم. بمجرد أن تتأكد من أن أطفالك في مواقف آمنة، دعهم يعتنون بأنفسهم.

كثيرًا ما يسألني الناس كيف ربيت مثل هؤلاء الأطفال الناجحين. لقد فعلت ذلك بالسماح لهم بمتابعة اهتماماتهم.

إذا كانوا يفضلون بدء عمل تجاري وتعتقد أنها فكرة جيدة، ادعمهم. علم أطفالك الأخلاق الحميدة، لكن دعهم يقررون ما يريدون.

أحب أطفالي، وأنا فخورة بهم جدًا على كل ما أنجزوه. ابني الأكبر، إيلون، يصنع سيارات كهربائية لإنقاذ البيئة ويطلق الصواريخ. وافتتح طفلي الأوسط كيمبال، مطاعم من المزرعة إلى المائدة ويقوم بتعليم الأطفال في جميع أنحاء البلاد وبناء حدائق الفاكهة والخضروات في المدارس المحرومة. وتدير ابنتي الصغيرة، توسكا، شركة الترفيه الخاصة بها، وتنتج وتخرج الأفلام الرومانسية من الروايات الأكثر مبيعًا.. جميعهم لديهم اهتمامات مختلفة.

هذا يذكرني بإخوتي وأنا، سلك جميعنا طريقه الخاص. كان والداي سعداء بدعم اهتماماتنا المختلفة. وبنفس الطريقة، أظهر أطفالي اهتماماتهم في سن مبكرة، وما زالوا حتى يومنا هذا بنفس الشغف.
عندما احتاجوا إلي، شجعتهم وساعدتهم، وعندما أرادوا نصيحتي لم أبخل عليهم.

عندما كان إيلون صغيرًا، على سبيل المثال، لاحظت أنه قرأ كل شيء. كنت قارئة أيضًا، لكنني كنت أنسى القصة لحظة الانتهاء منها. ولكن إيلون كان يتذكر كل ما قرأه. كان دائما يستوعب المعلومات. أطلقنا عليه اسم “الموسوعة إليون” لأنه قرأ موسوعة بريتانيكا وموسوعة كوليير، ويتذكر كل شيء يمكنك أن تسأله عن أي شيء وسيجيبك، وكان هذا قبل وجود الإنترنت.

حصل على أول جهاز كمبيوتر له في الثانية عشرة عام 1983، وكانت أجهزة الكمبيوتر جديدة جدًا. لقد تعلم كيفية استخدامها وكتب برنامج كمبيوتر، BLASTAR ، الذي كان عبارة عن لعبة. عرضته على بعض طلاب الجامعة الذين كانوا في مدرستي.

لقد فوجئوا بأنه يعرف كل اختصارات الترميز، كان هؤلاء الرجال في سنتهم الثانية أو الثالثة في علوم الكمبيوتر، وقد تأثروا كثيرًا.

فقلت لابني أن يعرض إنجازه على مجلة تعني بأخبار التقنية، فاشترت مجلة PC Magazine البرنامج بحوالي 500 دولار، لا أعتقد أنهم كانوا يعرفون أن صاحب البرنامج طفل في الثانية عشرة من عمره. وأدركت حينها أن هذا الطفل سيكون له شان عظيم.”

مقالات ذات صلة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com