فن : عاملة نظافة النجمة الحقيقية لمهرجان قرطاج السينمائي
شكّل مهرجان قرطاج السينمائي مناسبة لدعاة حقوق الإنسان للمطالبة بإنصاف المثليين وعاملات التنظيف في تونس.
وتصدرت صورتان متناقضتان، تم التقاطهما خلال حفل افتتاح المهرجان، مواقع التواصل الاجتماعي في تونس، حيث تعود الأولى لشابة تُدعى ساندرا النيفر كانت ترتدي لباسا اعتبره البعض «غير محتشم»، وتبيّن لاحقا أنها «متحولة جنسيا»، وتعود الصورة الثانية لإحدى عاملات التنظيف (لم يُكشف عن هويتها)، التي وصفها البعض بـ«النجمة الحقيقية لمهرجان قرطاج».
وأثارت ساندرا جدلا كبيرا بلباسها «المثير»، حيث دوّن الباحث والحقوقي طرق الشنيتي «ساندرا النيفر أسالت لعاب المعلقين وغيرة المعلقات بلباسها في أيام قرطاج السينمائية. فجأةً اكتشفوا أنها عابرة للجندر، فأصبحت الفرصة سانحة لكيل الشتائم واستفراغ العقد. ذكروني بهالة، عابرة أخرى وضعتها الحكومة الوسطية الديمقراطية الحداثية قسراً في سجن الرجال لتعذيبها والتنكيل بها. لو اهتم كل شخص (حكومة وشعبا) بنفسه، ويعمل شيئا مفيدا للبلاد لكان أفضل للجميع. ألم تقولوا إن هناك أزمة اقتصادية وفقر في البلاد؟ ابدأوا بحل الأزمة وأمنوا الطعام للناس واتركوهم يعيشون».
وأصدرت جمعية «شمس» التي تعنى بالدفاع عن المثليين، بيانا اعتبرت فيه أن ساندرا التي شاركت في فيلم بعنوان «وراء الظل»، يدافع عن المثليين والمتحولين جنسيا هي «مثال لاصوات المئات ممن لا صوت ثائر لهم، بالفن والأناقة. شمس تعبر عن مساندتها المطلقة واللامشروطة لساندرا أمام الهجمة على وسائل التواصل التي تطالها ذات الخلفيات الهوموفوبية والترانسفوبية. و تذكر شمس بأن التعري المنبوذ هو التعري الفكري لا الجسدي. أمام ما تعريه مثل الأحداث من عنف دفين غير مبرر وغير معلل مبني فقط على الجهل وتخلف العقول عن مسايرة المنظومة الشمولية والكونية لحقوق الإنسان والحريات الفردية».
من جانب آخر، تداول عشرات النشطاء صورة لإحدى عاملات التنظيف وهي تقوم، إلى جانب زملائها، بجهد كبير لتنظيف أحد الأدراج المؤدية لقاعة الافتتاح، حيث دوّنت الإعلامية مبروكة خذير « بعد سهرة افتتاح مهرجان قرطاج يعملون لإزالة بلاستيك الزينة في مدخل مدينة الثقافة تونس. تزحف على ركبتيها لتظيف ما علق بالأدراج من بلاستيك. جنود الخفاء عملة وعاملات النظافة: احتراماتي».
وتوجه النائب عبد اللطيف العلوي بدعوة إلى وزير الثقافة، محمد زين العابدين، قال فيها «بصفتي نائبا للشّعب، أدعوك إلى تكريم هذه المرأة في حفل الاختتام وتنزيلها المنزلة التي تليق بها. لنجعلها حملة شعبية، النشر على أوسع نطاق».
وكان حفل افتتاح مهرجان قرطاج السينمائي، أثار جدلا كبيرا في تونس، حيث انتقد عدد من المثقفين والنشطاء ما أسموه «استعراض الأجساد العارية»، فيما اتهم آخرون إدارة المهرجان ووزارة بالمحسوبية بعدما أشار أحد المخرجين إلى أنه وظف «علاقاته» للحصول على دعم مادي لفيلمه من الوزارة، كما أكدت مخرجة سودانية مقاطعتها للمهرجان بسبب عدم إيفاء إدارته لتقديم الدعم الذي تعهدت به لإنجا فيلمها الأخير.