يوم اسود في التاريخ الأمريكي بقلم د. محمد فوزى الناشر ورئيس التحرير

اصبح يوم الثلاثاء الموافق 20 فبراير2024 يوما اسودا في التاريخ الأمريكي حين  استخدمت واشنطن الفيتو ضد مشروع قرار قدمته الجزائر يدعو مجلس الأمن إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية تحترمه جميع الأطراف”، كما يرفض “التهجير القسري للسكان المدنيين الفلسطينيين”، ويدعو إلى وضع حد لهذا “الانتهاك للقانون الدولي”.

القرار الأمريكي جاء ضد رغبة شعوب العالم التي تتظاهر ليل نهار مطالبة بوقف المجازر الاسرائيلية ضد اطفال غزة والذي تجاوز عدد ضحاياها 29 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، فضلا عن تهجير معظم سكان القطاع وهدم معظم منازله.

للأسف  الفيتو الأمريكي  جاء في الوقت الذى يهدد فيه الموت اكثر من  600 ألف طفل في رفح جنوب قطاع غزة، يعيشون دون غذاء أو دواء وفي ظروف بالغة الخطورة في مخيمات المدينة. و ترتسم ملامح قاتمة السواد، لمصير مئات آلاف الذين يتهددهم خطر المجاعة، ويعصرهم الجوع وانعدام الإمدادات الغذائية في قطاع غزة، الذي يتعرض للعدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر الماضي.

القرار الأمريكي جاء رغم انف مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ والذى قال :  إن نصف مليون شخص في غزة يعيشون في مجاعة، ويفتقرون إلى أبسط الحاجات الأساسية من غذاء وماء ورعاية صحية.

واضاف  إن الحرمان الذي يعاني منه سكان غزة قاس وعميق، وأي قدر من المساعدات لن يكون كافيا لحاجاتهم، مشيرا إلى أنه تمت مطالبة إسرائيل كقوة محتلة لغزة بتسهيل وصول المساعدات، دون جدوى.

ونعود الى قرار مجلس الامن الذى  يتكون من 15عضوا منهم 5 أعضاء دائمون هم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، و10 غير دائمين هم حاليا الجزائر وسيراليون وموزمبيق واليابان وكوريا الجنوبية وسويسرا وسلوفينيا ومالطا والإكوادور وغويانا.

 في جلسة مجلس الامن اختارت بريطانيا الامتناع عن التصويت، لتتبقى 14 دولة وافقت 13 منها على القرار ورفضته دولة واحدة هي الولايات المتحدة، لكن لسوء الحظ فهذه إحدى الدول الـ5 الدائمة العضوية التي تمتلك حق النقض (الفيتو) الذي يمكنه ببساطة عرقلة صدور أي قرار حتى لو وافقت عليه كل الدول الأخرى.

 و هذه ليست المرة الأولى وإنما الثالثة التي تستخدم فيها الدولة العظمي في العالم حق الفيتو لعرقلة صدور قرار بهذا الشأن منذ انطلاق الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر الماضي.

 وهنا يتردد سؤال :  ما الذي دفع أكبر دولة في العالم … او دولة الديمقراطية وحقوق الانسان وحماية الطفولة … إلى الوقوف بمفردها أمام قرار يطلب إيقاف حرب قتلت آلاف المدنيين نصفهم من الاطفال  بعد ان هدمت اسزائيل منازلهم فوق رؤوسهم بالطائرات الامريكية ؟

 

مقالات ذات صلة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com