فريق “سكة سفر” يصل بالكوميديا السعودية إلى محطة التألق!
إذا كانت الكوميديا السعودية على “سكة سفر” فيحق لنا أن نجزم أنها وصلت. وكما تقول أغاني مقدمة المسلسل الرمضاني فإن المستقبل الذي يرتسم في القلوب لا يمكن الا أن يتحقق سوى “يد بيد”. ونحن إزاء عمل جماعي قاده المخرج أوس الشرقي وتوهجت فيه مواهب شبان ثلاثة هم سعد عبد العزيز وصالح أبو عمرة ومحمد الشهري، يدعمهم عدد كبير من الوجوه التي تظهر في كل حلقة، لا يمكننا أن نمنع أنفسنا من الغوص، في كنباتنا في مواجهة التلفاز، لشدة الضحك لا لثقل الإفطار (على الأرجح).
يأتي الشرقي من تجربة مديدة في اخراج الحس الكوميدي، كما في أجزاء “سيلفي” و”واي فاي” وغيرها، لكنه في تجربته الجديدة، التي شارك بتأليفها مع عبد الله الوليدي، أراد أن يخوض في قالب يعد من الأخطر في قماشة الدراما، وهو القصص المنفصلة ضمن قصة متصلة، ما يستدعي دوما محاربة فخ الضجر وشد الجمهور إلى حبكات متجددة كل يوم. لكن “الثلاثي السعودي المرح” قد ساعده بشكل واضح بحبك تلك العقد، عبر حضور اتسم بطاقة دافقة للكوميديا العفوية النابعة عن موهبة صقلها نص ذكي، وأداء مزج ما بين “كرتونية” الشخصيات الهزلية مع عمق ثقافة ممثل واضحة.
يكفي أن يتشنج عزيز خوفاً أو اندهاشاً، فيفرك ناصية لثته وتتسع حدقتا عيناه حتى نقهقه، ثم يسلبنا الشهري بهدوء أدائه وبراءة ملامحه ارتياحنا قبل أن يفاجئنا بأنه “راعي مشاكل” وإنما حذر حد الجبن، وما بينهما يمضي أبو عمرة مثل “أخ الوسط” الذي يظن الجميع أنه تائه لكنه يمتلك كل الخيوط.
ثمة كوميديا خفيفة وذات ثقل في آن، فالمتأمل في نص كل حلقة وحبكتها، سيفهم أشياء كثيرة جداً، من تلك التي نسعى دوماً أن ندسها في حقائب سفرنا ونرتحل بها ومعها إلى كل مكان في.. “سكة سفر!”.