الرئيس الأمريكي وقع فريسة ل” كذبة ” بقلم د. محمد فوزى قاسم الناشر ورئيس التحرير
وقع الرئيس الأمريكي بايدن فريسة لكذبة اطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واعلامه الصهيوني المتطرف حينما ادعى أن عناصر من المقاومة الفلسطينية ” حماس ” قطعوا رؤوس أطفال خلال اقتحامهم إحدى المستوطنات داخل إسرائيل في إطار العملية العسكرية ” طوفان الأقصى “.
انطلت هذه الأكذوبة على الرئيس الأميركي ، في نفس الوقت الذى عمدت فيه وسائل الإعلام الغربية إلى تضخيم الرواية دون أن تكلف نفسها أدنى قدر من “التمحيص “.
للأسف الرئيس بايدن كرر “كذبة نتنياهو” في خطاب ألقاه بحديقة الورود بالبيت الأبيض ” وقرر خوض الحرب ضد حماس وارسال حاملتي الطائرات “يو إس إس آيزنهاور” ومجموعة السفن الحربية التابعة لها و الحاملة جيرالد فورد التي سبق أن تم نشرها في المنطقة وتزويد العدو بألفي جندي أمريكي من قوات المارينز لتوفير الدعم اللوجستى بالإضافة الى أحدث العتاد وذخائر الفوسفور العنقودية المسرطنة وردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود لتوسيع الحرب سواء من ايران او حزب الله “..
الكذبة انطلقت من صحفية ” نيكول زيديك ” الإسرائيلية، والتي ادعت أن المقاومة الفلسطينية قطعت رؤوس 40 طفلا ، وتعززت الكذبة بادعاء الرئيس الأميركي ، أنه شاهد صور أطفال إسرائيليين ذبحتهم حماس، لكن البيت الأبيض نفى لاحقا مشاهدة بايدن للصور بنفسه، مؤكدا أنه سمع عنها فقط من رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وبعدها بساعات نشر بنيامين نتنياهو، صورة ادعى أنها لطفل إسرائيلي أحرقته حماس، لكن سرعان ما كشف الصحفي الأميركي جاكسون هينكل أن تلك الصورة مزيفة، و انها في الأصل صورة لكلب في عيادة طب بيطري، تم تزييفها عن طريق الذكاء الاصطناعي، لتحل محلها صورة لجسد طفل متفحمة.
ومع انتشار هذه الادعاءات ، قال عدد من الصحفيين الذين كانوا في المكان نفسه مع الصحفية الإسرائيلية التي صدر عنها الخبر المضلل، إنهم لم يجدوا أي دليل على ذلك الادعاء الشنيع، رغم كونهم أجروا العديد من المقابلات مع الجنود والمسؤولين الإسرائيليين في عين المكان، وسجلوا إفادات أدلى بها شهود عيان تنفى تلك المزاعم .
وأشار التحقيق الذى اجرته شبكة الجزيرة إلى تراجع وسائل إعلام وصحفيين عن تقارير أولية بهذا الشأن بعد أن تعذر إثبات الادعاء بقطع رؤوس الأطفال، من بينهم صحيفة إندبندنت البريطانية وقناة “سي إن إن” بعد ذلك تراجع البيت الأبيض عن التصريح الذي أدلى به بايدن عندما ادعى أنه شاهد صورا لـ “إرهابيين” يقطعون رؤوس أطفال في إسرائيل.
رغم ذلك واصل إعلاميون وناشطون على منصات التواصل الاجتماعي في نشر الادعاء الكاذب والترويج له على نطاق واسع، أغلبهم مرتبطون باليمين المتطرف في الولايات المتحدة واسرائيل ، ومن أبرزهم الصحفي والناشط بن شابيرو، وهو صهيوني أميركي متطرف معروف انتشرت تغريداته على نطاق واسع مما أعطى زخما للادعاء الكاذب.
ولذلك اناشد الاعلام العربي في كل الاماكن التصدي لهذه الاعمال البغيضة و نشر الحقيقة وتبرئة المقاومة الفلسطينية من القيام بهذه الاعمال الشنيعة عبر وسائل اعلامهم والاشادة بما حققته ” حماس ” فى هجوم صباح السبت 7 أكتوبر 2023 الذى يعد تاريخا فارقا على المستوى العسكري والسياسي، بالنسبة لإسرائيل له ما بعده، فقد انهارت نظرية الأمن التي بنتها طوال عقود، وبمنطق التأثيرات النفسية ستبقى هذه المعركة نقطة سوداء وعقدة ترقى إلى مستوى “النكسة”، والتي لن تمحوها المجازر الجماعية التي تنفذها في عدوانها على غزة والأراضي المحتلة.